کد مطلب:241048
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:126
هو بحیث النجم من ید المتناولین
فی روایة الكلینی المطولة عن الرضا علیه السلام المشتملة علی خصائص الإمامة و الإمام:
«فمن ذا الذی معرفة الإمام، أو یمكنه اختیاره، هیهات هیهات، ضلت العقول، و تاهت الحلوم، و حارت الألباب، و خسئت العیون، و تصاغرت العظماء، و تحیرت الحكماء، و تقاصرت الحلماء، و حصرت الخطباء، و جهلت الألباء، و كلت الشعراء، و عجزت الأدباء، و عییت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه، أو فضیلة من فضائله، و أقرت بالعجز و التقصیر، و كیف یوصف بكله، أو ینعت بكنهه، أو یفهم شی ء من أمره أو یوجد من یقوم مقامه و یغنی غناه لا، كیف و أنی؟ و هو بحیث النجم من ید المتناولین، و وصف الواصفین، فأین الاختیار من هذا؟ و أین العقول عن هذا؟ و أین یوجد مثل هذا؟!...». [1] .
لا تتوفر هذه الخصال فی غیر الإمام المعصوم لأنه الذی تتصاغر العظماء عن وصفه، و تتحیر الحكماء فی بیان فضیلة من فضائله، و لایحیط بالمعصوم إلا المعصوم بعد الخالق جل جلاله و قد یروی الحدیث النبوی: «یا علی ما عرف الله إلا أنا و أنت و ما عرفنی إلا الله و أنت ما عرفك إلا الله و أنا». [2] .
قوله: «هو بحیث النجم من ید المتناولین» یماثله المثل السائر: (دونه النجم) قال المیدانی بعده: فیجوز أن یراد به الجنس، و یجوز أن یراد به الثریا. و قد یقال: (دونه العیوق) هو الكوكب المعروف. [3] .
و قول أمیرالمؤمنین علیه السلام فی جواب كتاب معاویة: «... و ترقیت إلی مرتبة بعیدة المرام، نازحة الأعلام تقصر دونها الأنوق، و یحاذی بها العیوق» [4] .
أی: لاتنال یدك الخلافة كما لم تنل الأیدی بیض الرخمة حیث تحرزة فی
[ صفحه 494]
موضع لایظفر به أحد، و العیوق كوكب فوق زحل فی العلو و هو فوق الكواكب كلها.
یرید الإمام الرضا علیه السلام: بالمثل عدم الوصول إلی مقام الإمامة فی الشموخ هو مثل النجم الذی لاتناله الأیدی و هی خاصة بآل محمد - صلی الله علیه و آله - دون غیرهم و تجد النعوت الرضویة للإمام تعجز العقول عن إحاطتها فتدبرها.
[ صفحه 495]
[1] أصول الكافي 201:1.
[2] المناقب 268 - 267:3.
[3] مجمع الأمثال 264:1، حرف الدال.
[4] النهج 22:18، كتاب 65.